|
Éveil d’existence يقظة وجود
أ
أيقظتني الحياة يوماً إلى الوجود،
في ليلة تلألأت جمالات الدنيا فوق قمم العبور.
لمستني ذراع العلي وأخرجتني من أناملها طفلا،
لا يدرك النور إلا ابتسامة رسمها الكون بين وجنتيه.
فأتيت والبراءة مضجعي أبلج عليها فجري،
وأحلم في كنف راحتها بما يذمع خلق آمالي.
وعليل الكون يمسح منذ نعومة أظافري دموعا
فجّرها فيّ قوم لم يروا من الومض إلا انتهاءه.
وجمال الآب يكسي صغري ألوانا تشعّ من وجهي
وتعكس حبّا لا يضاهيه إلا عطاء عِشقٍ على عود خلاص.
ب
ايقظني العالم يوما الى البصر،
بنهار أشعّت زائلات التراب في شكل اليسامين.
لامستني أيدي العدم وأخرجتني من أظافرها مضطربا،
لا أدري أنغام الطرب إلا استهزاء ساخر كفيف الروح.
فتهت والكآبة مركعي أقبل إليها دجىً لكياني،
وأستجلي في روضها ما يصبو خنق انفاسي.
ورياح الدنيا تصفع عمرا يرنو القبوع
في لحم مسكره خمرة حقّ عصرها النور.
وغياب الآب يلفح قلبي ألماً أهرق دموع اشواقي
على صخرة لازمة بكاء ابن البشر في تخبّط هذيذه.
ت
أيقظني الحب يوما الى الذات،
في لحظة ذاب فيها وجدي في كيان الإبتداء.
بلسمتني لمسات العشق وولدتني من دمائها انسان،
لا أعرف التنفّس إلا ابداعا يخلق المكان.
فوُجدت والملؤ سراطي اسيره وأضحي سبيلا
ألاقي على جوانبه ورودا نثرتها أهواء الكمال.
ودفء الحنان يخرجني الى آلام عذبة،
تدركني عذاباتها معنى الاخلاء ورحابة الصحراء.
حلول الآب يبعثني الى حيث يغرب الليل ويحضر نهاري،
يقظة سؤالي عمّا قد تاق اليه بصري.
أنطوان فليفل
ثلاثة وثلاثون ربيعا…
08.10.2009 – 08.10.1976
|
|
Leave a Reply